بديل ــ شريف بلمصطفى
في خطوة مثيرة وغير مسبوقة، نزل عدد كبير من الطلبة الأطباء إلى شوارع مدينة الدار البيضاء يوم الجمعة 11 شتنبر، لبيع منادير ورقية وغسل السيارات وبيع الماء والجرائد، في تعبير رمزي واحتجاجي ضد قرارات وزير الصحة التي اعتُبرت "مُجحفة" في حقهم خاصة كملف المنحة و الخدمة الإجبارية.
وتأتي هذه الخطوة، بعد أن قرر الطلبة الأطباء مقاطعة الدخول الجامعي الجاري من تداريب استشفائية ودروس نظرية و تطبيقية و امتحانات سريرية، إلى غاية اليوم أي منذ 11 يوما.
ومن الأسباب التي "فجرت" غضب الطلبة الأطباء، بحسب مصدر من تنسيقيتهم، هو عجز وزارة الصحة عن تسوية ملف معادلة الدكتوراه مع الدكتوراه الوطنية، وكذا ملف الخدمة الإجبارية، فظلا عن المنحة التي لا تتجاوز 100 درهم، والتي اعتبرها المحتجون أنها في الاساس تعويض على 4 ساعات من العمل في المستشفى كل يوم ،و حراسة تمتد من 12 الى 24 ساعة اسبوعيا.
وقالت فاطمة الزهراء متمسك، الطالبة بكلية الطب والصيدلة بمراكش، في تصريح لـ"بديل": "إن الخدمة الاجبارية كانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس ودفعت بالطلبة الأطباء والاطباء الداخليين والخارجيين لتوحيد الصفوف من جديد والخروج للمطالبة بحقوقهم المهضومة والدعوة لإيجاد حلول واقعية للنهوض بالقطاع".
وأضافت متمسك، أنه "رغم جميع المغريات التي جاءت في تصريح الوزير الوردي ثم أتت بها مسدوة القانون التي لم تتضمن كلمة إجبار في أي بند من بنوده، مع تغيير إسم الخدمة من إجبارية إلى صحية وطنية وهي وسائل طالما استعملها السيد الوردي لمغالطة الرأي العام، فإننا نعرب عن رفضنا القاطع لقانون الخدمة الاجبارية و استعدادنا للتصعيد و إعلان سنة بيضاء بهدف استرجاع كرامة الطبيب وخدمة المواطن".
من جهتها اوردت تنسيقية الطلبة الأطباء، في بيان لها بعد الشكل الإحتجاجي الذي نفذته اليوم، أنه "بفضل بيع المناديل وقارورات الماء و الجرائد و غسل السيارات تمكن كل طالب من البيضاء بجني أكثر من 110 درهم، التي تساوي المنحة الشهرية لطلبة الطب بالمغرب، في ظرف ساعة واحدة.
وأكد ذات البيان الذي توصل "بديل" بنسخة منه، أن "كل المهن تحفظ وتضمن كرامة اصحابها بشكل أو بآخر أكثر من مهنة الطب...أو مهزلة الطب في المغرب"، واضاف "هذا هو مستقبل طلبة الطب في بلاد جعلت إهانة الطبيب شعارا لها".
وأشارت التنسيقية إلى أن "110 دراهم التي نتلقاها جزاء عن عمل مضني لمدة شهر كامل بحراساته الليلية منها و حراسات نهايات الاسبوع و الاعياد، نستطيع جمعها بساعة من العمل (والعمل عبادة) في أحد شوارع المملكة".
أطباء المستقبل يتحولون إلى باعة “كلينيكس” والجرائد وغاسلي سيارات
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire