vendredi 4 septembre 2015

قبورٌ عائمة

( مرثية أبٍ مكلوم، إلى روح " إيلان " الطفل السوري الغريق )

قبورٌ عائمة

أغــــارَ الْفَــــرْقُ و انْعـــــدم الرجـاء*****و غَالَ الْخَلْـــــقَ منْ يَـــــدِه البـــــلاء
و تاه العـــــقلُ في رمضـــاءِ شَــــرْقٍ*****و رجَّ الفكـــــرَ في غــــــربٍ هبــــاء
و ضــــلّ السَّعْــــيُ في أغـــوار بحر*****و جَـــوْفُ البــــرِّ مُضْطَـــــرِمٌ جَفـــاء
هَوَتْ جُـرُمُ السّمـــاء علـــيَّ جَمْعـــــا*****فهـــــزّ مشاعـــــري هـــــزّاً رِثـــــاء
فهــــا كبدي على الأمـــواج تَطْفـــــو*****و هــــــا أملـــي ألــمَّ بــــه انْطفــــــاء
جَلَـدْتَ حنائنـــي يا ابْنــي بصَمْـــــتٍ*****فخــــــارت حيلتــــي و خبـــا الــعزاء
و هاجتْ حسرتـي و وجيـــفُ قلبــي*****و أَقحَـــم في الدُّجى فِكْري الخــــــواء
أَفِيضــي بالنَّـــدى عَيْنــي و زيـــدي*****إذا يُجـــــدي إلـــى القلــــبِ البكــــــاء
و إنْ تُفْنـــي منابعــــــكَ الليالـــــــي*****تُــزَوِّدُ نَهْلَـــــها بِرِضَــــى الدِّمــــــــاءُ
رَجَعْــــتُ بِوَحْشَـةٍ مـن بعــــدِ أُنْــسٍ*****و خـطّ تعاستــــي الْــــحرّى قضـــــاء
جَنـى الإجْحافُ مَضْيَعَتـي و أمْضى*****و قــدَّ حشاشتـــي بِجَــــوىً عفــــــاءُ
هجـــرتُ مَراتِعـــا نَكَثَـــتْ عُهودي*****لِعهــــدِ مفـــــازةٍ غَدُهــــــــا الرخــــاء
و لُــــذْتُ بِغُرْبَـــةٍ خـــوْفَ المنايـــا*****فــأشْعــــلَ غُربتـــــي قهْـــــراً فنــــــاء
فيـــــا شمـس المبــادئ يــــا منــارا*****أليـسَ لِوَهْجِـــــكِ المُدْمَـــــى شِفـــــــاء
و يــــا عيـنَ السمـاء إليك أشكـــــو*****لظَـــــى البلْــــوى و ما حـذف الشقـــاء
و قيْــــظَ تَسَلُّــطٍ يَقُـــــــدُّ ظهــــــري*****يُلـــــوِّح بالشَّتـــــاتِ كمــــــا يشــــــاء
فهل يُطْـــوَى كتـــاب الحــزن يومــا*****و يُبهــــــــجُ بالسنا أفقـي الصفــــــاء
تَهَيَّــــبُ مُهْجَتـــي يومــــا عقيمــــــا*****يجيــشُ بوطــــأة الأرمــــاس مــــــاء
عبد الحق بنسالم
03/09/2015


قبورٌ عائمة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire