vendredi 11 septembre 2015

صدى ركام

فاس في: 11 شتنبر 2015
صدى ركام

كما كنت؛ مازلت تحت ركام النسيان،
نازحا من الحياة؛
أسكن هجرة الذات،
أحيا سارقا للروح ممن راحوا من قبلي،
على حافة تربتهم أبني آمال الأجيال،
بدموع سنين الباقيات في الأوهام،
هنا اليوم؛ إصلاح وغدا إصلاح،
بين الإصلاح والإصلاح أين الإصلاح؟
فالصدى جواب للفلاح،
أفتح دفاتري على دروس الإصلاح،
هنا وزير كتب،
وهناك وزير قرر وزبد،
وهنالك وزير خطب،
وآخر وقع وأرسل الندب،
وما الخطب سوى الخطب!
تلميذ يحمل تلميذا في الكتب وما تأدب!
لا يخط، لا يقرأ،
لا يتعلم،
يتوهم أنه يدون حروفا في كراسته وأصواتا متلاشية في سمعه،
من بقايا أستاذ،
وأحجار مدرسة متراكمة على الهضب،
ونصف قسم وسبورة خشب،
هجرها العقل وما نحب،
فقيل لنا: هذا إصلاح النخب!
فلم الغضب؟
فقلت: هنيئا للنخب،
فأنا كما كنت؛ مازلت تحت ركام النسيان،
نازحا من الحياة؛
أسكن هجرة الذات،
أتساءل عن حروف سقطت من قاموس النخب،
هي؛
في الكأس شراب وعنب،
وعلى الطاولة فلس ونسب،
وعلى السبورة خرافات قنب،
جمعها ديوان يقال له مجازا كتاب متعلم مهذب!
نوه به الوزير وبطانته وانتدب بوقا وصحيفة للدعاية: إنه كتاب مقرب،
به علم وحلم وما يكذب!
ونظم يشيد بالسلف؛ وما ترك للخلف من منصب،
فشدوا عليه بالنواجد والأنياب، فذلك وثاق الطلاب،
ولا تسمعوا لسفيه مثل شاعرنا الغارق في البكاء،
فهو نذير شؤم وبلاء،
فالإصلاح إصلاح النبلاء،
فذا الإصلاح جاءكم بعد الإصلاح،
فقوموا وهللوا له وامدحوا كل صاح،
إنه إصلاح بطاح،
كلا يقول سفيهكم إنه بطاح،
وإن كنت؛ مازلت تحت ركام النسيان،
نازحا من الحياة؛
أسكن هجرة الذات.
عبد العزيز قريش


صدى ركام

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire