samedi 5 septembre 2015

غلاّب فقد شعبيته وبقي "وحيدا في سباتَـة"

أنهت نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية، التي جرت أمس، أحلام كريم غلاب، القيادي الاستقلالي ووزير التجهيز ورئيس مجلس النواب سابقا، بتبوء منصب رئيس جهة الدار البيضاء وعضوية مجلس المدينة، وذلك بعدما عجز عن الحصول على الأصوات المؤهلة للظفر بمقعدي الجهة والمجلس الجماعي، والاكتفاء بمقعد في مقاطعة سباتة.

كريم غلاب، الذي شكل سابقا إلى جانب كل من عادل الدويري وتوفيق احجيرة "الفرسان الثلاثة" المفتخر بهم في "حكومة جطو"، كان يطمح للظفر بمنصب عمدة الدار البيضاء منذ سنة 2003، ورشح نفسه لذلك قبل أن يُقْدم محمد ساجد على استبعاده عبر استمالة أصوات حزب العدالة والتنمية في آخر لحظة، متسببا له في صدمة سياسية انتخابية لم تكن في الحسبان.

غلاب، المزداد سنة 1966 والحاصل على شهادة الباكالوريا من ثانوية ليوطي التابعة للبعثة الفرنسية والمتخرج من مدرسة القناطر والطرق عام 1990، دخل السياسة من بابها الواسع سنة 2002، عندما التحق بـ"حكومة جطو" بألوان حزب الاستقلال، رغم أنه لم يكن عضوا منخرطا في التنظيم، ما أثار حفيظة العديد من مناضلي حزب "سيدي علال" حينها، لكن عباس الفاسي، الأمين العام السابق للحزب، تمكن من امتصاص غضب الجميع.

سطع نجم الشاب غلاب، محليا ووطنيا في انتخابات 2003، حيث تمكن من احتلال الرتبة الأولى في مقاطعة سباتة، وفاز بمقعد الرئاسة منتصرا على واحد من أعتا "الكائنات الانتخابية" في ذلك الوقت، وحاز احترام الساكنة عندما أعاد تزفيت كل شوارع المقاطعة وفق أحدث المعايير، معتمدا على مقاولات ناشئة بطاقات شابة عوض "الشركات الغول" التي كانت تحتكر كل صفقات التزفيت بالبيضاء.

لم يتمكن كريم غلاب من مباشرة تسيير منطقة سباتة، وشرع في منح تفويضات لنوابه، ليغيب عن الجماعة التي ساهم سكانها في تمكينه من الفوز بالغالبية، وبدأ الفتور يدب في أوساط الساكنة تجاه غلاب. وقد تم تجاوز الإشكال بصعوبة بالغة خلال انتخابات 2009 التي عرفت فقدان كريم للرئاسة، وبعدها غاب كليا عن أنظار سكان دائرته الانتخابية، ولم يظهر إلا في الشهور الأخيرة التي كان خلالها يحضر لحملته الدعائية الخاصة بالانتخابات المحلية والجهوية.

يبدو أن نجم غلاب قد خفت كليا في منطقة سباتة التي كانت تردد اسمه بكل افتخار، منذ سنة 2003، ذلك أن الماضي قد تحول إلى تجاهل عكسته نتيجة "لائحة غلاب" في انتخابات أمس، إذ لم يتمكن إلاّ من مقعده وحيدا، بعيدا عن نيل مقعد في مجلس المدينة أو الظفر بمنصب على مستوى الجهة التي كان يمني نفسه بالتنافس على رئاستها.


غلاّب فقد شعبيته وبقي "وحيدا في سباتَـة"

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire