vendredi 8 novembre 2013

شهر الله المحرم


ما أشبه الليلة بالبارحة ..






هذه الأيام تمر بسرعة و كأنها لحظات ، فقد استقبلنا بداية العام الفائت ، و ما هي إلا فترة من الزمن و إذ بنا نستقبل بداية عام جديد ،




فعلينا أن نبادر بالأعمال الصالحة ، و أن نحرص على ملئ صحائف أعمالنا بما يُرضي الله ، و بما يُسعدنا يوم نلقاه .




شهر الله المحرّم




شهر الحرام مبارك ميمون *** و الصوم فيه مضاعف مسنون




و ثــواب صائمه لوجه إلهه *** في الخلــــد عند مليكه مخزون




إنّ شهر الله المحرّم شهرٌ عظيم مبارك ، و هو أول شهور السنة الهجرية ، و أحد الأشهر الحُرمِ التي قال الله فيها :

{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } . التوبة 36




و قوله تعالى : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد و أبلغ في الإثم من غيرها .


وعن ابن عباس في قوله تعالى : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن ،


و جعل الذنب فيهن أعظم و العمل الصالح و الأجر أعظم .


و قال قتادة في قوله : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها .





فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم :




ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر محرم ،




فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " . رواه مسلم 1163





قوله : ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ، قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرَّم .






و لكن قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان ،




فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله .




صيام عاشوراء :




أولًا : يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

" ... صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " . رواه مسلم





و هذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة و الله ذو الفضل العظيم .






وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم عاشوراء ، و معنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه و الرغبة فيه .





ثانيًا : و أما سبب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء وحث الناس على صومه فهو ما رواه البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :




قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ مَا هَذَا ؟

قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى .


قَالَ : " فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَ أَمَرَ بِصِيَامِهِ " .


قوله : ( هذا يوم صالح ) في رواية مسلم " هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه " .


قوله : ( فصامه موسى ) زاد مسلم في روايته " شكراً لله تعالى فنحن نصومه " .



قوله : ( وأمر بصيامه ) وفي رواية للبخاري أيضا : " فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا " .


ثالثاً : تكفير الذنوب الحاصل بصيام يوم عاشوراء المراد به الصغائر ، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة .





قال النووي رحمه الله : " يُكَفِّرُ ( صيام يوم عرفة ) كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ ، وَ تَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ " .




نسأل الله أن يوفقنا لأن تكون كل أيامنا في طاعته و السعي لمرضاته و أن يجعله عام خير و بركة و عز للمسلمين







via منتديات دفاتر التربوية بالمغرب http://www.dafatiri.com/vb/showthread.php?t=510687&goto=newpost

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire