عيد الأضحى و ما يتعلّق به من البدع الضّالة.
كلما حلت شعيرة دينية ليتذكرالناس خالقهم، وليعبدوه كما أمرهم، وليوفوا بالغاية التي خلقوا من أجلها وهي العبادة كما قال سبحانه وتعالى - وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون - وحيثما أقبل الناس على ربهم كما أمرهم إلا ونلاحظ ظهور بدع من قبل الحاقدين على هذا الدين ليفسدوا على الناس عبادتهم، وليصرفوهم عن الطريق الصحيح الذي ارتضاه الله لعباده، ويضل الإنسان في حرب مع نفسه الأمارة بالسوء من جهة، ومع نزواته وشهواته الشيطانية التي تبعده عن ذكر ربه من جهة أخرى.
ونرى أن هذه الثنائية هي التي تظهر وتطغى على كل أوجه الحياة العامة، وهي التي تطبع المجتمعات الحديثة وهي مجتمعات دنيوية. وشعيرة عيد الأضحى تعتبر محطة ليتذكر الناس يوم القيامة. هذا المشهد العظيم الذي ستذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت، والذي سيفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، والذي سقول فيه الكافر يا ليتني كنت ترابا، والذي سيقول فيه المرء يا ليتني قدمت لحياتي، والذي لن يجزي فيه والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا. فالعيد يذكر بالحج، والحج يذكر بيوم القيامة، والحج مشهد مصغر ومثل بسيط ليوم الحساب والعقاب. ولذلك تبدأ سورة الحج بصرف عقول المؤمنين إلى يوم القيامة مباشرة لقوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. هكذا يجب أن نقبل على العيد, وهكذا يقبل كل مؤمن بالله يعرف معنى الشعائر الدينية ومعنى العبادات وكيف نظم الإسلام هذه العبادات.
ومشروعية عيد الأضحي تثبت بالفعل، فرسول الله عليه السلام ضحى بكبشين أملحين متكاملين، وتقترن الأضحية بالحج والغاية منها التقرب من الله سبحانه وتعالى لقوله:
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)
يلجأ بعض الناس الى التعامل مع كبش العيد ببعض التصرفات التي تبطل سنة عيد الأضحى، فمن الناس من يطلي وجه الخروف بالحناء وهو تصرف وسلوك يضفي على الخروف أو الكبش شيء من التقديس، ومن الناس من يطعم الخروف ملحا وماء قبل الذبح، ولا ندري ما أصل هذا التصرف أو قد يضع بعض الأشياء في مكان الذبح وهو تصرف قد يقرب من الأنصاب لأن مكان الذبح لا يجب أن يكون معينا لغاية أو إلزاميا لغاية. ومن الناس من يجمع الدم في قدح وبعدما يتكبد يأخذه ليرى مصيره وكل ما سيحل به وهو الشرك بعينه. ومن الأقاويل التي وقفنا عليها أنه كان في كل مجموعة سكانية في البادية على الخصوص رجل أو امرأة غالبا تكون مسنة تقوم بقراءة فنجان الدم لتخبر صاحب الدم أنه ستكون له زيادة في حيواناته لأن الدم عليه سحب بيضاء، أو أنه سيملأ خزاناته - المطامير- بالحبوب يعني محصول جيد لأن الدم فيه ثقب، أو أنه سيموت له شخص من ذويه لأن الدم عليه دموع. ومن النساء من يطلين الدم على أوجههن لتحسين بشرتهن ببركة العيد وأن جمالها سيتحول، ومن النساء من يضعن أقدامهن على الدم مباشرة بعد الذبح. وهذه التصرفات ربما لاتزال جارية ولا ندري كيف بدأت, لكن الثابت أنها تعد من ضمن كل الأساليب التي استعملت في فترة من الزمن للعودة بالناس إلى الجاهلية والضلال.
عيد الأضحى و ما يتعلّق به من البدع الضّالة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire