كشف مراد بوسيف، مخرج الفيلم المغربي “رجال من طين” أن وزيرة التربية والتعليم ببلجيكا قررت إدراج هذا الفيلم ضمن المقررات الدراسية في بلجيكا، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، وذلك بعد مشاهدتها له في العرض ما قبل الأول، الذي أقيم ببروكسيل، نهاية العام الماضي.
وكان مقررا عرض فيلم “رجال من طين” ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط، التي ستختتم اليوم السبت، قبل أن يتم إقصاؤه من طرف إدارة المهرجان، وعرضه على هامشها، على اعتبار أنه لم يقدم لها في صيغة “DCP”، التي تشترطها قاعة العرض بسينما أبينيدا، حسب مدير المهرجان أحمد حسني. وهو الأمر الذي رد عليه بوسيف، المخرج المغربي المقيم في بلجيكا، بكون المركز السينمائي يتوفر على الفيلم بالصيغة المذكورة، لكنه لم يسهل أمامه المأمورية لتسلمها، فارضا عليه أولا دفع ثمن تحضيرها، الذي استعصى عليه مرحليا، يقول المخرج لـ”اليوم 24″.
الفيلم يعد، حسب ما أورده مخرجه، وثيقة سينمائية، تؤرخ لمشاركة 450 ألف مغربي قسرا في الحرب دفاعا عن فرنسا، ما بين 1940 و1945، وقد اشتغل فيه على مدى سنوات طويلة باحثا في التاريخ عبر لقاءات مع مؤرخين مغاربة وغيرهم، وأنجز قبل تصويره فيلما وثائقيا حمل عنوان “ألوان التضحية”، عرضته القناة الثانية، قبلا، وعليه دعمت إنجاز الشريط الروائي “رجال من طين”.
هذا الفيلم الذي خرج إلى القاعات السينمائية البلجيكية، في نونبر الماضي، لاقى إقبالا كبيرا، من طرف الأوربيين، والمغاربة على حد السواء، وأبدى كثير منهم تفاجأهم بالحقيقة التي يقدمها حول مشاركة الجنود المغاربة في الحرب العالمية، دفاعا عن فرنسا، يقول المخرج مراد بوسيف، وكاتب السيناريو للجريدة، مؤكدا، رفقة الطاقم الفني الذي رافقه أثناء عرض الفيلم بتطوان: “لقد ساهمنا في تغيير نظرة كثير من البلجيكيين حول المهاجرين المغاربة بعد عرض الفيلم.. وبينهم من كان يذرف الدموع وهو يهنئنا على هذا العمل أثناء عرضه ببلجيكا”.
الفيلم من بطولة مجموعة من المهاجرين المغاربة المقيمين ببروكسيل، شباب وكهول وشيوخ، ولعب فيه دور البطولة الأول الشاب ميلود الناصري، في دور “سليمان”، ثم الحاج محمد زهير، الذي أعادة كتابة السيناريو بالدارجة المغربية، تبعا لم أورده في حوار مع الموقع، والهامل مصطفى، الذي لعب دور أحد الجنود الذي شارك في الحربين العالميتين معا، وقدمت دور البطولة النسائية ماكالي صوليي، وهي ممثلة اسبانية تعيش في البيرو، حاصلة على عدد من الجوائز، تعلمت الدارجة المغربية على مدى 7 أشهر متواصلة قبل بدء تصوير الفيلم المغربي.
وتعليقا على إقصاء الفيلم من سباق مهرجان تطوان السينمائي، في تصريحات متلاقية، قال محمد زهير والهامل مصطفى ومخرج الفيلم لـ”أخبار اليوم”:” نتأسف لإقصاء فيلمنا من المسابقة الرسمية للمهرجان، لكن هذا ليس مهما جدا بالنسبة لنا، المهم هو أن يعرض الفيلم ويشاهده المغاربة، ويتعرف صغارهم والجيل الذي لا يعرف على جزء من تاريخ أجدادهم، أؤلئك المغاربة الذين قدموا الكثير لفرنسا، الجوائز لا تهمنا فقد فزنا بما هو أكبر واستطعنا تغيير مقرر دراسي في بلد بأكمله “الوزيرة الفرنسية أعلنت أنها ستدرجه ضمن المقررات الدراسية”، معتبرين هذا الفيلم ردا على سؤال ظل يطرح أمامهم من الأوربيين: متى دخل المهاجرون وماذا قدموا لنا؟ ونحن نجيب على هذا الطرح عبر الفيلم لنقول: “المهاجرون ساهموا في بناء بلدان المهجر، وقدموا له أكثر مما قدمه لهم”.
وزيرة التعليم البلجيكية تدرج فيلما مغربيا ضمن المقررات الدراسية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire