vendredi 1 avril 2016

شربة الزمان

شُرْبَةُ الزَّمان(البحر الوافر)

أَذِقْني مِنْ شَرابِكَ يا زَمانُ****بِماءِ الصَّبْرِ ما فَتِئَ الأَمانُ

أُحَيّي في جُفُونِكِ يا عُيُونُ****دُمُوعاً في تَقاطُعِها امْتِحانُ

وَكَمْ أَمْهَلْتِني بِفَلا الْغُمُوضِ****تَضَرَّعْتُ وَما ظَهَرَ الْبَيانُ

أَيَنْجو مُتْعَبٌ بُسِطَتْ يَداهُ****وَعَنْ كَفَّيْهِما انْفَصَمَ الْقِرانُ

وَفي حِمْلِ النَّواضِحِ وَالْبَلايا****سُيوفٌ في تَوَشُّحِها امْتِهانُ

تَتَوَّجْنا بِناعِمَةِ الأَفاعي****فَلَيْتَ اللَّمْسَ في جَسَدٍ ضَمانُ

وَكُلُّ لَيْلَةٍ طَرَقَتْ جِداري****تَراني في مُقارَعَةٍ أُهانُ

أَرى اللَّذَّاتِ تَنْبُعُ مِنْ فُؤادٍ****يُباري السُّمَّ ثاوَرَهُ الدِّهانُ

فَيا أُخْتَ مُكابَدَتي هَلُمّي****فَفي جِيدِ مُكابَدَتي الرِّهانُ

هِيَ الأَقْدارُ تُكْتَبُ في كِتابٍ****وَبَعْضُ الْخَيْرِ مَأْمَنُهُ مُصانُ

وَمَنْ حَلَّتْ بِمُهْجَتِهِ الْقَوافي****فَلا عَطْفٌ بِفِيهِ وَلا حَنانُ

وَسَحْرٍ في تَوَرُّدِهِ انْتِفاخٌ****وَقُصْبٍ في تَمَرُّدِهِ افْتِتانُ

فَغِرّيدُ الصَّبا هَجَرَ الضَّواحي****وَعِفْرِيتٌ تَأَبَّطَهُ الْمَكانُ

قَلَتْني رَوْضَةٌ نَبَتَتْ بِقُرْبي****وَفي جَنّاتِها نَبَتَ الْجِنانُ

فَأَشْدو إِنْ تَبَيَّنَ لي كَلامٌ****عَروضاً لا يُفارِقُها اللِّسانُ

فَعُولاتُنْ مُفاعَلَتُنْ فَعُولُنْ****بُحُورُ الشِّعْرِ تارِكُها جَبانُ


شربة الزمان

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire