vendredi 1 avril 2016

صعوبات القراءة والكتابة التشخيص والعلاج

المقدمة : إن للقراءة والكتابة أهمية كبيرة، فالقراءة هي النافذة إلى الفكر الإنساني والموصلة إلى كل أنواع المعرفة المختلفة، وبامتلاكها يستطيع الفرد أن يجول في المكان، ويحضر في الزمان، وهو جالس على كرسيه، فيتعرف أخبار الأوائل وتجاربهم ، ويلم بكل ما جاء به أهل زمانه من العلم والمعرفة، ومما يؤكد أهمية القراءة أن الله – سبحانه وتعالى- حثَّ عليها منذ الوهلة الأولى للتنزيل الحكيم، مخاطبا نبيه الكريم “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق”. كما أكد سبحانه وتعالى على مهارة الكتابة حين عبَّر عنها بالقلم في قوله: ” اقرأ وربك الأكرم الذي علَّم بالقلم”، وأقسم بالقلم في قوله: “والقلم وما يسطرون .”فالقراءة هي أداتنا التي بها نستطيع أن نقف على كل قديم وجديد، ولذا اعتبر تفعيلها هو المعيار الذي يحكم به على مدى تقدم الأمم أو تخلفها .وإذا عدنا إلى منظومة التعليم فإن المتعلم يتعلم حقائق المواد الدراسية المختلفة بلجوئه إلى قراءة هذه المواد من كتبها المقررة، وأن أي ضعف في القراءة سيؤدي في النتيجة إلى ضعفه التحصيلي في المواد كافة، وهذا يعني أن على المعلمين جميعاً إيلاء العناية القصوى بإتقان تلامذتهم مهارات القراءة مع الفهم، ودون ذلك فإن هؤلاء الأطفال سيعانون من صعوبات في الفهم والاستيعاب .أما الكتابة فهي الوجه الآخر للقراءة؛ حيث إنها تساعد على تنمية القدرات العقلية واللغوية معًا، فهي الوعاء الذي يتفاعل فيه كل ما لدى المتعلم من آراء وأفكار وخبرات ومهارات متنوعة لإنتاج أعمال كتابية راقية من حيث الشكل والمضمون. ولعل الذي لفت الكثير من التربويين والباحثين وجود عدد من التلاميذ يتحلون بصفات تؤهلهم ليكونوا من ذوي التحصيل المرتفع؛ إلَّا أن تحصيلهم كان دون المستوى المتوقع، مما حاد بهم إلى البحث عن أسباب علَّة هذه الظاهرة. والمشكلة الرئيسة لدى تلاميذ ذوي صعوبات التعلم تكمن في استمرارية افتقارهم إلى النجاح، ورغم المحاولات التي يقوم بها المتعلم؛ والتي تستنفذ جزءا عظيما من طاقاته العقلية والانفعالية؛ إلَّا أنها تجعله يبدو أقل ثقة لدى معلميه، وأقل قبولا لدى أقرانه، وربما لدى أبويه، حيث يدعم فشله المتكرر اتجاهاتهم السلبية نحوه، ومن ثم يزداد الشعور بالإحباط الذي يقود إلى مزيد من الاضطرابات الانفعالية، أو التوافقية التي تترك بصماتها على مجمل شخصيته.
ومما لا اختلاف فيه أن القراءة والكتابة تشكلان أحد المحاور الأساسية الهامة لصعوبات التعلم؛ إن لم تكن المحور الأهم والأساس فيها، وهناك إجماع بأهمية تناول صعوبات القراءة والكتابة تحليلا وتشخيصا وعلاجا، حيث أنه يجب على أبنائنا أن يتعلموا القراءة اليوم؛ لكي يتمكنوا من قراءة ما يراد تعلمه غدا، وأن أيَّ فشل تعليمي أو مدرسي يرتبط دائما بالفشل في القراءة والكتابة.
ورغم تعاظم أهمية وحيوية صعوبات التعلم، واطراد الاهتمام بالعوامل المرتبطة بها وتشعب تداعياتها، إلَّا أننا نجد افتقارا بحثيا في المكتبة العربية في هذا المجال، وفي ظل التحديات التي نواجهها خاصة، لذا جاء سياق موضوع هذه الورقة من خلال التركيز على التشخيص والعلاج لصعوبات تعلم القراءة والكتابة؛ التي يعاني منها عدد كبير من تلامذة المدارس، حيث تظهر جلية في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة التأسيسية، ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى جهود كبيرة للتعرف عليهم وتحديد وإعداد البرامج اللازمة للأخذ بيدهم. ============= أهداف الورقة:
تهدف الورقة إلى التعرف على:
مفهوم مصطلح صعوبات التعلم.
العناصر المكونة لصعوبات التعلم.
الخصائص المكونة لأطفال صعوبات التعلم.
أنواع تشخيص صعوبات التعلم.
أنماط علاج صعوبات التعلم.
أسس التقويم التشخيصي الناجع لصعوبات التعلم.
تعريف المصطلح:
صعوبات التعلم (LEARNING DISORDER). أخذت من المصطلح التربوي الديسليكسيا (DYSLEXIA) والتي جاءت من كلمة يونانية معناها: (صعوبة مع الكلمة).
والديسيلكسيا (DYSLEXIA) نوع من أنواع صعوبات التعلم، وهي صعوبة فيها من نوع مميز في القراءة حيث أنها تطورية وذات منشأ لغوي، وتتصف بصعوبة بالغة في معالجة المعلومات اللغوية صوتيا (تسلسل الأصوات، والترميز، والذاكرة الآنية وقصيرة المدى)، بالإضافة لمشاكل واضحة في التهجئة والإملاء ومشاكل الكتابة التي تعرف بـالديسجرافيا (Dysgraphia).
مفهوم صعوبات القراءة والكتابة
نعني بصعوبات القراءة والكتابة، وجود مشكلة في التحصيل الأكاديمى الدراسي في مادة اللغة العربية وبالتحديد في القراءة والكتابة، مما ينتج عنه حصول التلميذ على معدل أقل عن المعدل الطبيعى المتوقع مقارنة بمن هم في سنه، مع عدم وجود سبب عضوي، أو ذهني لهذا التأخر.
لقد أدرك العلماء منذ قرنين على الأقل أن من الخصائص الميزة لمن لديهم صعوبات تعلم اضطراب، أو ضعف في اللغة الشفهية الأمر الذي ينعكس تلقائيا على ترجمتها إلى كتابة غير واضح.
وغالبًا يسبق ذلك مؤشرات في الأداء الوظيفي، مثل صعوبات في تعلم اللغة الشفهية (المحكية)، فيظهر الطفل تأخرًا في اكتساب اللغة، وغالبًا يكون ذلك مصاحبًا بمشاكل نطقية، وينتج ذلك عن صعوبات في التعامل مع الرموز، حيث إن اللغة هي مجموعة من الرموز (من أصوات كلامية وحروف هجائية) المتفق عليها بين متحدثي هذه اللغة، والتي يستخدمها المتحدث أو الكاتب لنقل رسالة معلومة أو شعور أو حاجة إلى المستقبل، فيحلل هذا المستقبل هذه الرموز، ويفهم المراد مما سمعه أو قرأه. فإذا حدث خلل أو صعوبة في فهم الرسالة بدون وجود سبب لذلك، مثل مشاكل سمعية أو انخفاض في القدرات الذهنية، فإن ذلك يتم إرجاعه إلى كونه صعوبة في تعلم هذه الرموز، وهو ما نطلق عليه صعوبات التعلم.
وهذه الصعوبات في التعلم تشمل ضعف في القراءة أو الكتابة والإملاء أو الأثنين معا، وأحيانا كثيرة في الرياضيات أيضا. وحسب الإحصائيات أن حوالي 10% من السكان مصابون بــ (DYSLEXIA). 4% فقط حالات متقدمة أو شديدة. وهؤلاء الأشخاص المصابون يتمتعون بمستوى ذكاء عادي جدا، أو مرتفع أي( ليس له علاقة بالتخلف العقلي)، وأحيانا هناك صعوبات تعلم تكون مصاحبة لمرض نقص الانتباه، وزيادة الحركة ((ADHD. وعادة ما يكونون مبدعين في مجالات أخرى مثل: الرسم أو النحت أو مهارات يدوية، ونواحي حرفية متنوعة.
العناصر المكونة لمفهوم صعوبات التعلم:
صعوبات التعلم إعاقة مستقلة كغيرها من الإعاقات الأخرى.
يقع مستوى الذكاء لمن لديهم صعوبات التعلم فوق مستوى التخلف العقلي، ويمتد إلى المستوى العادي والمتفوق.
تتدرج صعوبات التعلم من حيث الشدة من البسيط إلى الشديد.
قد تظهر صعوبات التعلم في واحدة، أو أكثر من العمليات الفكرية كالانتباه، والذاكرة، والإدراك، والتفكير، وكذلك اللغة الشفوية.
تظهر صعوبات التعلم في واحدة أو أكثر من المجالات الأكاديمية الأساسية، والمهارات اللغوية كالعتبير الشفوي والكتابة (التعبير والإملاء والخط)، والفهم المبني على الاستماع، والمهارات الأساسية للقراءة، وفهم المقروء، والرياضيات بوجه عام، والاستدلال الرياضي.
قد تظهر على شكل قصور في الإستراتيجيات المعرفية، وفوق المعرفية الضرورية للتعلم، أو فقدانها، أو استخدامها بشكل غير ملائم للمهمة.
تظهر على مدى حياة الفرد، فليست مقصورة على مرحلة الطفولة، أو الشباب.
قد تؤثر على النواحي الهامة لحياة الفرد، كالاجتماعية والنفسية والمهنية وأنشطة الحياة اليومية.
قد تكون مصاحبة لأي إعاقة أخرى، وقد توجد لدى المتفوقين والموهوبين.
قد تظهر بين الأوساط المختلفة ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا.
ليست نتيجة مباشرة لأي من الإعاقات المعروفة، أو الاختلافات الثقافية، أو تدني الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي، أو الحرمان البيئي، أو عدم وجود فرص للتعلم العادي. ==============


صعوبات القراءة والكتابة التشخيص والعلاج

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire